...

فن الاستماع

 هناك الكثير من المواقف التي تواجهنا في حياتنا وتتطلب من كل فرد منا فناً مختلفاً في التعامل ومن ذلك الاستماع للآخرين فهناك القليل من الناس الذين يتقنون فن الاستماع مع أنه يساعد في الغالب على التخفيف من مشكلات معينة يعاني منها الشخص خاصة إذا استطعنا مساعدته في التعبير بصدق عن عواطفه الكامنة بما يحقق له رؤية الأشياء بشكل أكثر وضوحا فكوننا مستمعين جيدين يجعلنا نشعر بالتقدير كما يجعل المستمع يشعر بالقيمة أيضا. وكلما تحدثنا بشكل أقل كان الإنصات أكثر فائدة وإذا لم نستمع بشكل فعال فإننا نضيع فرصة حل المشكلة فمثلاً وحتى نتقن فن الاستماع لابد من مراعاة الحواجز فإذا كان صديقك يشعر بالضعف فإن التعبير عن التعاطف معه قد يعترض طريقك بأن تقول له مثلا: أعرف بالضبط ما تقصده لقد مررت بشيء مشابه أنت هنا تتحدث عن مشاعرك الخاصة بدلاً من الاستماع لما يريد صديقك الحديث عنه، فتبدأ الحواجز والأولى أن الإنسان حينما يبدأ معك في التعبير عن آلامه ومشكلاته فإن تجاربك ليست ذات صلة كما أن القفز إلى تقديم المشورة قبل أن يطلبها منك قد لا يكون مفيدا في الغالب لمعالجة معاناة الصديق. وجانب آخر في فن الاستماع يتعلق بتحويل دفة الحديث إلى الجوانب الإيجابية مع منح المساحة الكافية ليقول صاحبك كل شيء يشعر به مع ضرورة التركيز على الكلمات التي يقولها لكي تستطيع تفهم مشاعره في الواقع، من الممكن أن تقول الكثير دون قول أي شيء على الإطلاق، ولكن أظهر اهتماما حقيقيا وصادقا فمجرد وجود جو هادئ يمكن أن يمنح شخصا ما الثقة التي يليها الانفتاح عليك وهنا لابد أن تبدو لغة الجسد متفاعلة مع المتحدث ليشعر بالإنصات التام فهناك خيط رفيع بين السبر الدافئ واللطيف والسبر والشفقة فأهم أداة تملكها مع الشخص هي الصمت فإذا لم تقاطعه سيبدأ بالانفتاح والتعبير عن مشاعره بصدق وشفافية. ركز على ما يقوله اطرح أسئلة توضيحية للتأكد من فهمك مع صياغتها بطريقة لا تبدو عدوانية.



---------------------------

عدد الكلمات: 294

عدد الأسطر:  16

المصدر: موقع أكاديمية الطباعة، الرابط

المحدد بالأزرق= 150 كلمة

المحدد بالأحمر= 225 كلمة