...

مشاهير فاشلون دراسيا

لطالما كان الاعتقاد السائد في مجتمعاتنا العربية خاصة وربما في العالم أجمع عامة أن الشخص الناجح هو الذي يتفوق في دراسته صغيرا ويحقق الكثير من الشهادات العليا كبيرا، وهذا ما يعني بالضرورة أن الإنسان الفاشل هو الذي يفشل في مشواره الدراسي ولا يستطيع مواصلته ولا تحقيق أي شهاداتهذا الاعتقاد زرع فينا زرعا وكبر معنا وأصبح ملازما لنا، أصبحت هذه الفكرة بمثابة القاعدة التي يتم التمييز بواسطتها بين الإنسان الناجح والفاشل. و الأكثر من هذا أنها صارت مسلمة مقدسة عند الكثير لا يجوز لأي كان أن يحاول اثبات فشلها نظريا على الأقللكن هذا الأمر لم يمنع بعض المتميزين الذين يغردون خارج السرب ويفكرون خارج الصندوق بأن يثبتوا تطبيقيا عدم صحة هذه المسلمة المقدسة دائما. فجعلوا من قصص حياتهم نموذجا يضرب به المثل في تحقيق النجاح. وحققوا لأنفسهم شهرة ومجدا منقطع النظير، بل وكتبوا أسمائهم بأحرف من ذهب بين قائمة العظماء في زمانهم وفي كل زمان يأتي بعدهم، صاروا ملهمين لغيرهم يتخذهم الكثير كمثل أعلى وقدوة لابد من السير في نفس الطريق التي ساروا عليهاهؤلاء لم يحققوا كل هذا بواسطة شهادات علمية ولا بدرجات نجاح عاليةهؤلاء تحدوا الظروف وتحدوا القيود فبنوا حياتهم بأنفسهم، وفي الأخير تمكنوا من جعل أسمائهم رمزا وعنوانا للنجاح من دون الحصول على شهاداتلن يتذكرك الناس بعدد شهاداتك او مجالها او سنة تحقيقها، لكنهم سيتذكروا اسمك وما حققه وما قدمه لهذا العالم وما الذي قام بتغييرهولكي نثبت كلامنا هذا لابد لنا من أن نستحضر نماذج عملية واقعية لقصص أشخاص غيرت حياة أصحابها وربما كانت سببا في تغيير مجرى التاريخ. ولأن الموضوع لا يكفي لعرض قصص كل هؤلاء العظماء مهما طال، فإننا سنكتفي بالحديث عن أبرز مشاهير عالمنا المعاصر وأكثرهم إلهاما وتأثيراإنه واحد من أشهر وأنجح الأشخاص على مر التاريخ، إنه أثرى أثرياء العالم بيل غيتسفهل حقق بيل غيتس هذا النجاح معتمدا على شهاداته العلمية يا ترى؟ هل كان سبب ثرائه ونجاحه هو تفوقه في الدراسة؟ حقيقة الأمر أن بيل غيتس لم يكن الأفضل في الجامعة، و كانت لديه قناعة تقول: "إذا لم أكن الافضل لماذا أتابع في هذا المجال؟وهذا ما دفعه للاهتمام بالمجال الذي يحبه والانغماس في عالم الحواسيب ليؤسس شركة مايكروسوفت ويعمل على الترويج للبرمجيات رفقة صديقه بول ألنوبعد تأسيس شركة مايكروسوفت وانغماسه بالعمل أدرك بيل غيتس أن الجامعة لا تلائمه وأن المدرسة ما هي إلا مضيعة للوقت، ليرسم صورة سلبية عن واحدة من اعرق الجامعات وأكثرها تقدما علميا حين قال عنها في كتابه: الطريق الى الأمام : "الجامعة هي المكان الذي تقضي فيه السنة في النوم ولعب البريدج، ثم تدرس أسبوعين وتنجح في الامتحانات". هذا النجاح لم يكن ذا فضل على بيل غيتس فقط بل عاد بالفضل على الكثير من الاشخاص حول العالم اذا ما علمنا أن تبرعات بيل غيتس وصلت إلى عشرات المليارات من الدولار خلال السنوات الماضيةلا نريد هنا نقلل من أهمية الشهادات وأهمية التعليم الجامعي، ولكن نريد التأكيد أن الشهادة ليست هي الطريق الوحيد للنجاح.


---------------------------------------------------------------------------------------------

عدد الكلمات: 462

عدد الأسطر: 27

المصدر: موقع ويكيبيديا، الرابط

المحدد بالأزرق = 150 كلمة

المحدد بالأحمر = 225 كلمة